تقع محافظة حمص في قلب سوريا وتعتبر أكبر محافظة في البلاد من حيث المساحة، وتغطي حوالي 42,223 كيلومتر مربع. تتميز بموقعها الجغرافي الاستراتيجي، الذي يربط الساحل السوري بالصحراء الشرقية، مما يجعلها بوابة رئيسية للتجارة والتاريخ.
تتمتع محافظة حمص بتاريخ قديم جدًا، حيث كانت مأهولة منذ عصور ما قبل التاريخ. لقد شهدت مرور حضارات متعددة مثل الكنعانيون والآراميون والفينيقيون والفرس واليونانيون والرومان. خلال العصر الإسلامي، ازدهرت حمص وأصبحت مركزًا حضريًا مهمًا على طريق التجارة بين سوريا والعراق، حيث تم بناء العديد من المساجد والمراكز العلمية. شهدت حمص أيضًا تطورًا كبيرًا خلال العصرين الأموي والعباسي.
تقع حمص بين الساحل السوري والسهول الصحراوية، مما يمنحها جغرافيا متنوعة التي تشمل السهول الخصبة والتلال. المناخ هو البحر الأبيض المتوسط المعتدل، مع صيف حار وجاف وشتاء معتدل إلى بارد، وأمطار معتدلة.
تتميز حمص بثقافتها الغنية والمتنوعة، مع العادات والتقاليد التي تحافظ على أصالتها:
الزراعة هي العمود الفقري لاقتصاد المحافظة، بما في ذلك الزيتون والحبوب والخضروات والفواكه. هناك أيضًا الصناعات الغذائية التقليدية والحرف اليدوية مثل المنسوجات والفخار. التجارة مهمة أيضًا، لأنها مركز يربط شمال وجنوب سوريا.
تمتلك حمص شبكة طرق جيدة وربطه بالمحافظات المجاورة. وتشمل المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس جامعة البعث، والتي تعتبر واحدة من أهم الجامعات في سوريا.
تأثرت حمص بشكل كبير بالحرب الأهلية، خاصة في المناطق الحضرية والريفية القديمة، مما أدى إلى تلف البنية التحتية ونزوح السكان. هناك جهود مستمرة من أجل إعادة الإعمار وتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية.