تقع محافظة ريف دمشق في غرب وسط سوريا، وتحيط بالعاصمة دمشق من جميع الجهات، مما يجعلها منطقة ذات أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة. تمتد على مساحة تقارب 18,032 كيلومتر مربع وتتميز بجغرافيا متنوعة تجمع بين الجبال والسهول الخصبة والوديان الغنية بالمياه.
تتميز محافظة ريف دمشق بتاريخ غني يعود إلى آلاف السنين، حيث كانت جزءًا من العديد من الحضارات مثل الفينيقيون والرومان والبيزنطيون والعرب. كانت الأراضي الريفية المحيطة بالعاصمة مركزًا زراعيًا مهمًا في العصور القديمة، ومرت بها أحداث تاريخية بارزة في العصرين الإسلامي والعثماني. ولعبت المنطقة أدوارًا سياسية وعسكرية مهمة، لا سيما بسبب قربها من العاصمة دمشق وموقعها الاستراتيجي على طرق التجارة القديمة.
تتميز المحافظة بتضاريس متنوعة، بما في ذلك الجبال مثل جبل قاسيون، والسهول الشاسعة التي تغطي مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. كما تضم العديد من الوديان مثل وادي بارادا، التي تعتبر واحدة من أغنى مناطق الموارد المائية في سوريا. المناخ هو البحر الأبيض المتوسط المعتدل، مع فصول الشتاء الباردة والرطبة والصيف الحار والجاف، مما يجعلها مناسبة للزراعة المتنوعة، وخاصة الفواكه والخضروات.
تتميز محافظة ريف دمشق ثقافة ريفية أصيلة، متشابكة مع التأثيرات الحضرية بسبب قربها من العاصمة. تحتفل المحافظة بالمناسبات الدينية والاجتماعية مع أحداث شعبية التي تشمل الأغاني والرقصات التقليدية. المطبخ الريفي غني بالأطباق الشعبية مثل مقلوبة، فاتيه، و الكبة، باستخدام مكونات محلية طازجة.
الزراعة هو النشاط الاقتصادي الرئيسي في ريف دمشق، حيث يعتمد على إنتاج الفواكه والحبوب والخضروات التي يتم الترويج لها في الأسواق المحلية والدولية. هناك بعض المناطق الصناعية الصغيرة والمتوسطة إنتاج مواد البناء والمواد الغذائية والمنسوجات. كما تساهم السياحة الدينية والطبيعية في دعم الاقتصاد المحلي، خاصة في مناطق مثل وادي بردى وجبل قاسيون.
تفتخر المحافظة بـ شبكة طرق متطورة وربطها بالعاصمة دمشق والمحافظات المجاورة، مما يسهل حركة البضائع والأشخاص. تضم عددًا كبيرًا من المستشفيات والمراكز الصحية، وتنتشر المدارس والجامعات على نطاق واسع، وتوفر التعليم على جميع المستويات. هناك بعض التحديات في المناطق الريفية فيما يتعلق بالتوفير المستمر لخدمات المياه والكهرباء، ولكن يتم بذل جهود مستمرة لتحسين البنية التحتية.
عانت محافظة ريف دمشق من آثار الصراع في سوريا، مع الأضرار التي لحقت ببعض المدن والقرى مثل دوما والزبداني. جهود إعادة الإعمار الاستمرار في إعادة تأهيل البنية التحتية وتحسين الخدمات الأساسية، على الرغم من التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه المنطقة. وتتركز الجهود الحكومية والدولية على دعم السكان وإعادة الحياة الطبيعية إلى المحافظة.