تقع محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا وهي ثاني أكبر محافظة من حيث المساحة بعد حمص، وتغطي حوالي 23334 كيلومترًا مربعًا. وهي تتمتع بموقع استراتيجي بالقرب من الحدود العراقية والتركية، وهي بمثابة بوابة مهمة بين سوريا وجيرانها.
تعتبر الحسكة مهد الحضارات القديمة مثل السومريين والآشوريين، وكانت نقطة اتصال بين بلاد ما بين النهرين والشام. عاشت شعوب مختلفة هناك على مر العصور، بما في ذلك الكلدان والحثيون والآراميون. ازدهرت المنطقة خلال الفترة الآشورية الجديدة وكانت مركزًا تجاريًا مهمًا على طرق التجارة القديمة. في العصر الإسلامي، أصبحت الحسكة منطقة زراعية مهمة داخل الخلافة العباسية.
تتميز المحافظة بـ الطبيعة الصحراوية مع السهول الشاسعة والمناطق الزراعية المحيطة بالأنهار مثل نهر الخابور. مناخها صحراء قارية، مع صيف حار وجاف وشتاء بارد، وأمطار محدودة تتركز في الشتاء.
فهي موطن لمجموعات عرقية متنوعة: الأكراد والعرب والسريان والآشوريون والأرمن، مما يجعلها مركزًا غنيًا بالتراث الثقافي المتنوع. تختلف الاحتفالات بين الأعياد الدينية المختلفة، مثل عيد النوروز للأكراد وعيد الميلاد للمسيحيين، بالإضافة إلى الفولكلور والموسيقى والرقصات التقليدية.
تعتمد الحسكة على الزراعة المكثفة كركيزة أساسية لها، وخاصة القمح والقطن. بالإضافة إلى ذلك، تربية الماشية والصناعات النفطية توفر جزءًا كبيرًا من الدخل المحلي. هناك أيضًا بعض ورش العمل الحرفية والحرف اليدوية المتواضعة في المدن والقرى.
تمتلك المحافظة شبكة طرق تربط المدن الرئيسية ببعضها البعض وبالمحافظات المجاورة، لكن بعض المناطق تعاني من ضعف البنية التحتية بسبب النزاعات. يحتوي على المستشفيات والمراكز الصحية، وكذلك المدارس و جامعة الحسكة، والتي تخدم الطلاب من جميع أنحاء المحافظة.
شهدت الحسكة التوترات الأمنية والسياسية المتكررة على مدى العقد الماضي، مع تداعيات الصراع السوري وتأثير السيطرة المتعددة على أجزاء من المحافظة. تواجه المحافظة تحديات في إعادة الإعمار وتوفير الخدمات الأساسية وتحسين البنية التحتيةبالإضافة إلى تعزيز التعايش بين مختلف المكونات العرقية والدينية.