تقع محافظة دير الزور في شرق سوريا وتعتبر ثاني أكبر المحافظات السورية من حيث المساحة، حيث تبلغ مساحتها حوالي 33,060 كيلومترًا مربعًا. تتمتع بموقع استراتيجي على نهر الفرات ويحدها العراق من الشرق، مما يجعلها مركزًا مهمًا للتجارة والموارد الطبيعية في البلاد.
تتمتع دير الزور بتاريخ غني يمتد لآلاف السنين، حيث كانت مركزًا حضاريًا في العصور القديمة وتأثرت بالعديد من الحضارات، بما في ذلك الآشورية والكلدانية والرومانية. خلال العصور الإسلامية، تطورت المدينة لتصبح نقطة اتصال بين الشرق والغرب ولعبت دورًا في الفتوحات الإسلامية وطرق التجارة. شهدت دير الزور مراحل تاريخية مهمة، بما في ذلك الحكم العثماني والفترة الحديثة، مما ساهم في تطوير المدينة كمركز زراعي وتجاري.
تتميز دير الزور بـ التضاريس الصحراوية والسهول الشاسعة، مع مناخ صحراوي حار في الصيف وبارد في الشتاء. الأمطار نادرة ومتركزة في الشتاء. ال نهر الفرات يتدفق من الغرب إلى الشرق عبر المحافظة، ويشكل ممرًا مائيًا حيويًا يدعم الزراعة والنشاط الاقتصادي.
تتميز المحافظة بنسبة كبيرة تنوع ثقافي، ذات الأغلبية العربية والقبائل التي تحافظ على تقاليدها وعاداتها الأصيلة. ترتبط الاحتفالات الشعبية والدينية بالمواسم الزراعية والمناسبات القبلية، مع المهرجانات المحلية التي تعرض التراث الشعبي.
تتركز الأنشطة الاقتصادية على الزراعة وتربية الماشية، مع إيلاء أهمية كبيرة لـ قطاع النفط والغاز، والتي تشكل العمود الفقري للاقتصاد المحلي. هناك أيضًا بعض الصناعات الزراعية التقليدية المتعلقة بمعالجة المنتجات الزراعية.
تحتوي المحافظة على شبكة الطرق وربطها بالمناطق المجاورة، على الرغم من أنها تضررت من النزاعات السابقة. وتشمل المستشفيات والمدارس والمرافق الصحية المختلفة، مع جهود مستمرة لإعادة تأهيل البنية التحتية.
تواجه دير الزور تحديات كبيرة بسبب الحرب والصراعات التي أثرت على اقتصادها وخدماتها. يظل النفط موردًا رئيسيًا، لكنها تواجه تقلبات في السيطرة والتنمية، بالإضافة إلى الحاجة إلى إعادة الإعمار وتحسين الظروف المعيشية.