تقع محافظة إدلب في شمال غرب سوريا وتعتبر محافظة تجمع بين التاريخ الغني والمناظر الطبيعية المتنوعة. تبلغ مساحتها حوالي 6097 كيلومترًا مربعًا وتتميز بموقع استراتيجي يربطها بالعديد من المحافظات السورية، مما يجعلها بوابة إلى المناطق الساحلية والشمالية.
تتمتع إدلب بتاريخ يمتد لآلاف السنين، حيث كانت جزءًا من حضارات متعددة مثل الحثيون والرومان والبيزنطيون. كما لعبت دورًا مهمًا خلال الفتح الإسلامي والعصور الوسطى. تشتهر إدلب بالعديد مواقع أثرية التي تعكس حضاراتها المتعاقبة، وكانت أيضًا مركزًا للعلوم والثقافة خلال العصور الإسلامية.
تتنوع تضاريس إدلب بين السهول الزراعية الخصبة والجبال المنخفضة، وتوفير بيئة مناسبة لمختلف المحاصيل الزراعية. مناخها هو البحر الأبيض المتوسط المعتدل، بصيف حار وجاف وشتاء بارد ممطر، مما يساهم في تنوع منتجاتها الزراعية.
تتميز محافظة إدلب بثقافة غنية ومتنوعة، تمتزج تراث عربي مع تقاليد ريفية سورية أصيلة. وتشتهر المدينة بالأناشيد الشعبية والأغاني المميزة، بالإضافة إلى الحرف اليدوية التقليدية التي تحافظ على تراث الأجداد. المطبخ المحلي غني بالأطباق الشعبية مثل كابسا و فاتيه.
الزراعة هو النشاط الاقتصادي الرئيسي في المحافظة، مع إنتاج كبير من الحبوب والزيتون والفواكه. هناك أيضًا بعض الصناعات التقليدية الصغيرة مثل الفخار والمنسوجات. كما تمثل السياحة الأثرية والثقافية مصدرًا مهمًا للدخل للمحافظة.
تواجه المحافظة تحديات البنية التحتية بسبب الصراع، مع الأضرار التي لحقت ببعض الطرق والمرافق الحيوية. ومع ذلك، هناك شبكات الطرق ربط المدن والقرى والمراكز الصحية والمدارس المتناثرة. وتتواصل الجهود الرامية إلى إعادة تأهيل الخدمات والبنية التحتية الأساسية.
إدلب هي إحدى المحافظات التي شهدت التوترات والصراعات المستمرة في السنوات الأخيرة، مما أثر على وضعها الأمني والاقتصادي. تعمل المنظمات المحلية والدولية على تقديم الدعم والمساعدة في إعادة بناء وتحسين الظروف المعيشية. تتواصل جهود المصالحة والاستقرار على الرغم من التحديات الكبيرة.