تقع محافظة درعا في جنوب سوريا وتشتهر بتاريخها الغني وأهميتها الاستراتيجية. تمتد على مساحة تبلغ حوالي 3730 كيلومترًا مربعًا. تعتبر البوابة الجنوبية لسوريا، وتشتهر بمزيج من التضاريس السهلة والجبلية.
تتمتع درعا بتاريخ يمتد لآلاف السنين، حيث كانت مركزًا حضاريًا منذ العصرين الكنعاني والروماني. كانت تعرف باسم «Eldraa» في العصور القديمة. لعبت دورًا مهمًا خلال الفتح الإسلامي وكانت مسرحًا للعديد من الأحداث التاريخية في سوريا، خاصة في العصر الحديث، حيث كانت نقطة انطلاق الثورة السورية.
تتنوع تضاريس درعا بين السهول الخصبة والهضاب الجبلية الصغيرة، مما يجعلها مناسبة للزراعة وتربية الماشية. مناخها البحر الأبيض المتوسط المعتدل، حار وجاف في الصيف، وبارد وممطر في الشتاء، مما يساهم في إنتاج محاصيل متنوعة.
تتميز المحافظة بالتنوع العادات والتقاليد الشعبية التي تعكس تاريخها وجغرافيتها. تحظى المناسبات الدينية والاجتماعية بأهمية كبيرة، مع الأحداث التقليدية مثل حفلات الزفاف والاحتفالات الدينية. تشمل المأكولات المحلية أطباقًا مثل»منسف«و»فاتيه.»
يعتمد الاقتصاد بشكل أساسي على الزراعة وتربية الماشية، مع إنتاج كبير من الحبوب والفواكه. هناك بعض الصناعات التقليدية مثل الحرف اليدوية و صناعة النسيج. كما تساهم الأسواق المحلية والتجارة في دعم الاقتصاد المحلي.
تحتوي المحافظة على شبكة الطرق وربطها بالمحافظات المجاورة، بالإضافة إلى شبكة داخلية تربط مدنها وقراها الخدمات الصحية والتعليمية متوفرة، مع المستشفيات المتوسطة الحجم والمراكز الصحية. تعاني بعض المناطق من قصور في البنية التحتية، مع استمرار الجهود نحو الإصلاح والتطوير.
كانت درعا تأثرت بشكل كبير خلال الصراع السوري, مع إلحاق الضرر بالبنية التحتية و تداعياته على الاقتصاد و الحياة الاجتماعية. تسعى الجهات الحكومية والمحلية إلى إعادة الإعمار وتحسين الظروف المعيشية، على الرغم من التحديات الأمنية والاقتصادية المستمرة. وتعتبر المحافظة نقطة محورية في جهود المصالحة الوطنية.