تعتبر محافظة دمشق القلب النابض والروح التاريخية والثقافية لسوريا. إنها أصغر محافظات البلاد من حيث المساحة، ومع ذلك فهي الأكثر أهمية وتأثيرًا سياسيًا وثقافيًا واجتماعيًا. تمتد دمشق على مساحة لا تزيد عن 105 كيلومترات مربعة، وهي تضم واحدة من أقدم المدن المأهولة باستمرار في العالم، مع تاريخ يمتد إلى أكثر من 11000 عام.
دمشق ليست فقط العاصمة الحالية لسوريا ولكنها أيضًا واحدة من أقدم مدن العالم التي كانت مأهولة ومتطورة باستمرار على مر العصور. تعود أقدم المستوطنات في دمشق إلى فترة العصر الحجري الحديث، ومرت عبر حضارات متعددة: الفينيقيون والآراميون واليونانيون والرومان والبيزنطيون. ثم خضعت للحكم الإسلامي في القرن السابع الميلادي، حيث أصبحت مركزًا الخلافة الأمويةمما يمنحها مكانة دينية وسياسية مرموقة.
خلال الخلافة الأموية (661-750 م)، شهدت دمشق ازدهارًا هائلاً. ال الجامع الأموي الكبير تم بناؤه هناك، والذي يعد أحد أروع المعالم الإسلامية وأحد أقدم المساجد في العالم، مما يعكس عمق التراث الحضري والفني للمدينة. كما عاشت المدينة تحت حكم العباسيين والمماليك والعثمانيين، ولعبت دورًا رئيسيًا في التاريخ الإسلامي والعربي، بالإضافة إلى تأثيرها على التاريخ الثقافي والسياسي للمنطقة.
تقع دمشق في وادي خصب تحيط به الجبال من عدة جوانب، مما يمنحها إلى حد كبير مناخًا معتدلًا، مع صيف حار وجاف وشتاء معتدل ممطر. تتغذى من الأنهار الصغيرة مثل نهر بارادا، الذي يتدفق عبر المدينة، مما يضفي عليها جمالًا طبيعيًا ويسقي الأراضي الزراعية المحيطة بها. ساعد هذا الموقع الجغرافي الفريد المدينة على أن تظل مركزًا حضاريًا على مر العصور.
تمثل دمشق بوتقة تنصهر فيها الثقافات، يقطنها أشخاص من طوائف مختلفة، بما في ذلك المسلمون السنة والشيعة والمسيحيون والعديد من الأقليات الأخرى. تشتهر بـ مهرجانات ثقافية وفنية يقام على مدار العام ويجمع بين الفنون التقليدية والحديثة. تمثل العادات والتقاليد الشعبية مثل الاحتفالات الدينية وحفلات الزفاف والمناسبات الاجتماعية تراثًا حيًا لا يزال يتم الحفاظ عليه بشغف.
دمشق هي مركز اقتصادي حيوي، وتشمل قطاعات متنوعة بما في ذلك الصناعات الخفيفة والتجارة والخدمات. تنتشر الأسواق التجارية التقليدية والحديثة على نطاق واسع، وتضم العديد من الشركات والمؤسسات المالية. على الرغم من التحديات، سياحة لا يزال موردًا اقتصاديًا مهمًا، لا سيما بالنظر إلى تاريخ المدينة الغني والتراث الثقافي.
محافظة دمشق هي وحدة إدارية مستقلة من ريف دمشق، وتشمل المدينة نفسها فقط، مما يجعلها صغيرة جغرافيًا ولكنها ذات تأثير كبير. وهي مقسمة إلى عدة مديريات وأحياء تضم مراكز سكنية وتجارية مهمة.
تفتخر دمشق بـ شبكة نقل متطورة بما في ذلك الطرق الرئيسية و الحافلات و وسائل النقل العام. تحتوي على العديد من المستشفيات والمراكز الصحية المتقدمة، بالإضافة إلى الجامعات المرموقة مثل جامعة دمشق. كما تضم العديد من المراكز الثقافية والتعليمية، مع المسارح وقاعات المعارض والمكتبات العامة.