تقع محافظة حلب في شمال غرب سوريا وتعتبر واحدة من أكبر المحافظات السورية من حيث المساحة، وتغطي حوالي 18482 كيلومتر مربع. تشتهر حلب بموقعها الاستراتيجي بين الشرق والغرب، حيث تعد مركزًا حضريًا واقتصاديًا وتاريخيًا بارزًا لآلاف السنين.
حلب هي واحدة من أقدم المدن المأهولة باستمرار في العالم، مع تاريخها الذي يعود إلى العصر الحجري الحديث. على مر التاريخ، كانت حلب مهدًا للعديد من الحضارات العظيمة، بما في ذلك الكنعانيون والآشوريون والحثيون والرومان والبيزنطيون. كما لعبت دورًا محوريًا في الفتح الإسلامي وكانت مهمة مركز تجاري على طريق الحرير القديم. ال مدينة حلب القديمة هو أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، ويضم المعالم التاريخية والثقافية ذات الأهمية الكبيرة، مثل الأسواق القديمة والقلاع والقلاع.
تمتد المحافظة من السهول الزراعية الشاسعة في الجنوب إلى جبال أمانوس في الشمال، والتي تشكل حدودًا طبيعية مع تركيا. المناخ معتدل في المناطق الجبلية، بينما تشهد السهول مناخ البحر الأبيض المتوسط الحار والجاف في الصيف والبرد والرطوبة في الشتاء. عادة ما يحدث هطول الأمطار في الشتاء ويؤثر بشكل إيجابي على الزراعة.
تضم حلب مزيجًا ثقافيًا متنوعًا العرب والأكراد والأرمن والسريان، وغيرها، مما يمنحها ثراءً ثقافيًا فريدًا. الاحتفالات والمناسبات الدينية مثل عيد الفطر وعيد الأضحى ورمضان مصحوبة بما يلي: أحداث شعبية تقليدية مثل الرقصات والأغاني الشعبية. تشتهر حلب أيضًا بـ المطبخ الحلبي الغني، معروف بالأطباق التقليدية مثل الكبة و فاتيه.
الصناعة هي الركيزة الأساسية لاقتصاد حلب، وتنتج العديد من السلع الصناعية التي تلبي احتياجات السوق المحلية ومتطلبات التصدير. الزراعة كما تلعب دورًا مهمًا، حيث تشتهر المحافظة بإنتاج الحبوب والزيتون والفواكه. بالإضافة إلى ذلك، تحافظ حلب على التقاليد صناعات الحرف اليدوية مثل نسج السجاد والفخار.
تفتخر حلب بـ شبكة الطرق الرئيسية وربطها بجميع المحافظات السورية، بالإضافة إلى مطار حلب الدولي، والتي تعد واحدة من أهم المطارات في البلاد. تضم المحافظة العديد من المستشفيات العامة والخاصة، فضلاً عن الجامعات والكليات المرموقة مثل جامعة حلب، والتي تقدم تعليمًا عالي الجودة في مختلف التخصصات. كما تنتشر المدارس والمؤسسات التعليمية في جميع أنحاء المحافظة، وتخدم عددًا كبيرًا من السكان.
في السنوات الأخيرة، عانت حلب أضرار واسعة النطاق بسبب النزاعات المسلحة، لا سيما في المدينة القديمة والمناطق الصناعية. تواجه المحافظة تحديات في إعادة بناء البنية التحتية وإعادة تأهيلها، بالإضافة إلى إعادة إدماج السكان وتأمين الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء. وتسعى الهيئات الحكومية والمجتمع الدولي إلى دعم جهود إعادة البناء وتحسين الوضع الأمني والاقتصادي.