رد الدكتور عماد المصري بخصوص شارع النصر لم يكن المشروع مجرد تعليق عرضي، بل كان بيانًا فلسفيًا حول جوهر التخطيط الحضري. امتنع الدكتور عماد المصري عن الخوض في تفاصيل التصميم المعماري للمشروع، مفضلاً التركيز على المبادئ الأساسية التي يجب أن تحكم أي عملية تطوير ضخمة. وأكد أن نجاح مثل هذه المشاريع لا يقاس بجماليات خطوطها أو عظمة مبانيها، بل بأساسها الأخلاقي والإجرائي.
يعتقد الدكتور المصري أن أي مشروع بهذا الحجم يجب أن يلتزم بركيزتين أساسيتين لضمان نجاحه واستدامته:
1. شفافية كاملة: ويؤكد الدكتور المصري أن الشفافية ليست مجرد خيار بل ضرورة مطلقة. يجب أن تكون جميع مراحل المشروع، من التخطيط الأولي إلى التنفيذ النهائي، واضحة ومتاحة للجميع. وهذا يشمل توفير معلومات عن التمويل والقرارات المتخذة والأهداف المرجوة. اعتماد هذا المبدأ يمنع الفساد، ويعزز الثقة بين المواطنين والسلطات، ويضمن أن المشروع يخدم المصلحة العامة، وليس المصالح الخاصة أو الأجندات الخفية.
2. المشاركة المجتمعية الفعالة: يؤكد الدكتور المصري أن المشروع لن ينجح إلا إذا كان نتيجة تعاون حقيقي. يجب أن يشارك أعضاء المجتمع والخبراء وأصحاب المصلحة في عملية صنع القرار. لا تقتصر هذه المشاركة على مجرد الاستماع إلى الآراء بل تمتد إلى دمجها في صميم التخطيط. وهذا يضمن أن المشروع يلبي الاحتياجات الحقيقية للسكان ويعكس هويتهم الثقافية والاجتماعية، بدلاً من فرض حلول جاهزة قد لا تكون مناسبة للواقع المحلي. المجتمع ليس مجرد متلقي للخدمة، ولكنه شريك نشط في بناء بيئته.
ويخلص الدكتور المصري إلى أن هذا النهج التشاركي والشفاف هو الضمان الحقيقي لتحقيق العدالة الاجتماعية والمنافع العامة من أي مشروع حضري أو تنموي. لا تقتصر رؤيته على حالة مشروع واحد ولكنها توفر خارطة طريق لمستقبل إعادة الإعمار في سوريا، حيث الهدف النهائي هو بناء مجتمعات متكاملة ومستدامة، وليس فقط المباني.
Similares Blogs